د. انتصار شعير
الإسكندرية ـ مصر
ابنى الحبيب :
لا تستسلم للهم والغم فى الدنيا كفاك وجوماً واضحك على الدنيا لأنها لن تضحك لك بل إنها قد تضحك عليك ,فهى قصيرة وإن طالت ,غرورة وإن تزينت , بريقها سراب وتحت الصفو كدر ,اضحك على الدنيا ولاتغتر بمتاعها ’’قل متاع الدنيا قليل’’,اضحك على الدنيا ولاتغتم على ما فاتك فيها ولاتفرح بما أصبت منها ’’لكى لا تأسوا على ما فاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم’’,اضحك على الدنيا ولاتتشبث بالبقاء فيها فإن دامت لغيرك ما وصلت إليك ’’كل من عليها فان’’, واضحك على الدنيا واكسب منها العمل الصالح ’’وللآخرة خير لمن اتقى’’,وأثر فيها ولا تتأثر بها ’’وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو’’,من أجل هذه الأسباب بعها لله واشتر الجنة , اشتر نعيماً لاينفد وقرة عين لا تنقطع ورضوان من الله أكبر,عشها كما أراد الله لك أن تحيا فيها لا كما تريد نفسك فالنفس أمارة بالسوء وجاهد نفسك حتى يتفق هواها مع ما يريد الله منك ,وزن أعمالك قبل أن توزن عليك .
ازرع بذور الخير واسقها بالحب والعطاء تجنى زهور السعادة وتتذوق معنى الرضا وطمئن قلبك باليقين فما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك ,واغتنم من الدنيا فرصة وجودك ضيفاً عليها وأعط عبادة الوقت حقها وانعم بآثار رحمة ربك بعدها سعةً فى الرزق وهمة فى العمل ونعمةً فى الفهم .
فما بال أقوامٍ عاشوا الحياة كما يعيشها العامة ولن يسلموا من لوم النفس وتأنيب الضمير , تقاعسوا عن تعمير المساجد فى صلاة الفجر فسلبت ,فكيف يرد الله إلينا مسجدنا الأقصى ونحن نهجر صلاة الفجر فى مساجدنا التى بجوار بيوتنا وتحت أيدينا ,لقد قالتها جولدا مائير لنا حكمة :حين يكون عدد المصلين فى المساجد فى صلاة الفجر كعددهم فى صلاة الجمعة سينتصر المسلمون ,ولتكن لنا نقطة بداية وإن كانت أضعف الإيمان بنية تحرير المسجد الأقصى وليكن شعارنا :
’’قنوتٌ فى كل المساجد من أجل الأقصى’’
فليسأل كل أخٍ أخاه أين صليت الفجر اليوم؟
وكم أيقظت لصلاة الفجر اليوم؟