الرباط - تواصل المملكة المغربية "بكل حزم" حربها ضد خطر التشيع الإيراني الذي بات يهددها خاصة في ظل التطورات الأخيرة.
فبعد الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وما رافق هذا الإجراء من ردود فعل من قبل طهران، انطلقت حملة تمشيطية ضد المؤلفات والمجلات الشيعية التي تغرق المكتبات الوطنية في مختلف المدن المغربية.
واستعانت الجهات المعنية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في محاولة لحصر وضبط التواجد الثقافي والعلمي للمؤلفات والكتب الشيعية في المملكة، كما جندت وزارة الأوقاف الوعاظ وخطباء الجمعة في معركتها ضد المد الشيعي الذي بات يهدد البلاد.
وقال خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن للمغرب سيادة دينية ترتكز على اتباع السنة واعتماد المذهب المالكي ، مؤكدا أن المغرب " لن يتردد في مواجهة كل خطر من شأنه التشويش على العقدية المذهبية للمغاربة".
وكان بيان صدر أمس السبت عن وزارة الداخلية المغربية أشار إلى أن السلطات ماضية في التصدي وبكل حزم لكل الممارسات المنافية لقيم المجتمع المغربي ولكل المنشورات والكتب والإصدارات التي ترمي للمس بقيم المغرب الدينية والأخلاقية.
وترى مصادر مغربية أن الجهات الرسمية "تجاهلت" موضوع الشيعة المغاربة منذ فترة طويلة رغم علمها بتواجدهم، وأشارت إلى توافر مجلات ثقافية شيعية وكتب لمراجع شيعية في كبرى المكتبات المغربية كما أن المعرض الدولي للكتاب الذي يعقد سنويا في الدار البيضاء أصبح قبلة لدور نشر شيعية تسوق من خلاله ما شاءت من جديدها الثقافي والمعرفي.
وأردفت المصادر تقول إن العديد من المنابر الإعلامية المغربية خصوصا المستقلة منها لم تهدأ عن إثارة موضوع الشيعة المغاربة، لافتة إلى تنامي وجود مغاربة يتبنون الأفكار الشيعية رغم أنهم يعيشون بين أحضان بلد سني مالكي.
وقال مقربون للملف الشيعي في المغرب إن المعركة الحالية ضد الشيعة والتشيع من شأنها أن تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل ضبط الخريطة المذهبية داخل المملكة ، خصوصا أن عددا من المغاربة أصبح الآن يعبر عن إرادته للتعرف أكثر على هذا المذهب الذي لا يعرفه إلا من خلال نموذج حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.
وأوضح الأستاذ الجامعي أحمد البوكيلي المتخصص في الفكر الإسلامي والباحث في المجال الشيعي أن معالجة الاختراق الشيعي للمجتمع المغربي يحتاج إلى مقاربة علمية وليس أمنية وأن المغرب الذي عرف بانفتاحه الثقافي يبقى محصنا عقائديا لأن المغاربة أشد حبا لأهل البيت والصحابة الكرام ولا يمكن لأية جهة أن تتصور أن باستطاعتها اختراق المجتمع المغربي بسهولة.
وأضاف البوكيلي أن" هذا لا يمنع من فتح جسور التواصل بين علماء السنة والشيعة ليس على الصعيد المغربي فقط بل في كل بلدان العالم العربي الإسلامي حتى لا نفاجأ لا قدر الله بحرب طائفية مذهبية تلقي بظلالها على أمتنا التي تحتاج في هذه الفترة إلى التوحد والتفاهم أكثر من أي وقت مضى". د ب أ
منقووووووول
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.