حرق المسجد الأموي ـ الحقد الصليبي

الزمان/ 6 شوال - 740هـ

المكان / دمشق ـ الشام.

الموضوع / بعض نصارى دمشق يقومون بمحاولة حرق المسجد الأموي.

مفكرة الإسلام : يرجع تاريخ بناء المسجد الأموي إلى سنة 96 هـ في عهد الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي وكان في الأصل كنيسة يوحنا وقد عوض الوليد النصارى بكنيسة أخرى هي كنيسة مريم بعد أن قاس المسافات بين ما تم فتحه من دمشق قهرًا بالسلاح وبين ما تم فتحه صلحًا فوجد أن كنيسة يوحنا في الجزء المفتوح قهرًا فلاحق النصارى فيه وقد استمر البناء في هذا المسجد قرابة العشر سنوات وأنفق عليه الوليد الأموال الطائلة حتى صار هذا المسجد منقطع النظير ولكنه أسرف في تزيينه بحيث من يدخله يرى أعاجيب الصنائع من سقوف مذهبة وفسيفساء مفضضة وصور لكل أقاليم الدنيا على السقوف والجدران حتى عد هذا المسجد من أعاجيب الدنيا وفاق حسنه قصور كسرى وقيصر، وقيل أن به طلاسم من أيام اليونان بحيث لا يدخل هذا المسجد أي حشرة أو دابة مثل العقارب والثعابين ولا حتى تدخله الطيور وكل هذه الأمور جعلت قلوب النصارى تمتلأ حقدًا وغيظًا وحنقًا على المسلمين خاصة أن هذه الكنيسة كانت من أقدس كنائسهم أيام الرومان.

هذا الحقد الأعمى الذي يملأ القلوب لم يكن ليزول ولا يتبدل عبر السنين وهذا ما أثبتته هذه الواقعة فلقد اجتمع بعض رؤوس الصليبيين في دمشق في كنيسة من كنائسهم وهم يوسف بن يحيى وكان خادمًا في الجيش وجرجس بن أبي الكرم وكان كاتبًا لأحد الأمراء ويوسف البراكيلي من الأعيان ومخلوف النصراني وكلهم من نصارى دمشق مع راهبين حضرًا خصيصًا من القسطنطينية مركز المذهب الأرثوذكسي على مستوى العالم من كنيسة أياصوفيا [والتي صارت بعد ذلك مسجدًا عند فتحت في عهد الخليفة العثماني محمد الفاتح] وذلك في مهمة خاصة ألا وهي حرق المسجد الأموي درة المسلمين وقتها وليس على الفور، وقام هذان الراهبان بصناعة عدة لفائف من قماش قديم بداخله النفط اللطيف الذي لا يشتعل إلا بعد عدة ساعات ولبسا ملابس المسلمين وتنقلا داخل المدينة وقاما بإلقاء هذه اللفائف داخل الشقوق والدكاكين التجارية في عدة أسواق في المدينة وذلك لتجربة مدى نجاح الفكرة، وبالفعل لم يشعر الناس إلا والنار قد اندلعت ليلاً داخل عدة أسواق في المدينة وهرع الناس لإطفائها.

لما تأكد الصليبيون من فعالية قنابلهم الموقوتة قاموا بعد عدة ليال بالتوجه ليلاً إلى الجامع الأموي من ناحية المغرب وألقوا عليه لفائف النفط ثم انطلقوا هاربين إلى القسطنطينية وعهدوا إلى يوسف البراكيلي بصناعة النفط اللطيف والذي دفعها بدوره إلى رجل منهم اسمه مخلوف ليحرق باقي المدينة وبالفعل اندلعت النار في الجامع الأموي وطار شرر النار إلى الدور والمدارس الفقهية والمساكن المجاورة للجامع واندفع الناس بالآلاف لإنقاذ جامعهم حتى نائب السلطان وكبار الأمراء جاؤوا واشتركوا بأنفسهم في إطفاء الحريق ومنع زيارته في الجامع وبالفعل استطاع المسلمون إنقاذ الجامع من الدمار ورد الله كيد الكافرين في نحورهم.

لم يعلم المسلمون بادئ الأمر من كان وراء هذه الفعلة الشنيعة وظنوا أنه مجرد حادث عابر حتى كشف الله عز وجل مخطط الصليبيين وذلك عندما أرسل ملك مدينة سيس الصليبي رسالة يهنئ فيها صليبي دمشق على ما فعلوه ويبارك فيها فعلتهم الشنيعة ، ووقعت هذه الرسالة في يد أمير دمشق سيف الدين تنكز فكشف حقيقة الأمر فأمر بالقبض على المتآمرين وأمسك معهم رؤوس النصارى في دمشق فتم القبض على ستين رجلاً وضربوا ضربًا شديدًا حتى أقروا على الفاعلين الأصليين فأخذوا وصلبوا على الحمال وطافوا بهم في أرجاء الشام كلها وجعلوا يتماوتون واحدًا بعد الآخر ثم أحرقوهم بالنار حتى صاروا رمادًا لعنة الله على القوم الكافرين .

وأُلزم النصارى في دمشق بدفع قيمة ما احترق من الدور والمساكن وإصلاح ذلك كله من أموالهم جزاءًا وفاقًا لهم على كفرهم وبغيهم على الإسلام وأهله.

fc525efee4[1]

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة © الماسة