المرحلة الثانية: وهى إيقاظ الإيمان المخدر فى نفس المدعو، ولا يكون الحديث حول قضية الإيمان مباشرا و لكن الأفضل أن يأتي طبيعيا وكأنه دون قصد، بانتهاز فرصة رؤية طائر أو نبتة أو حشرة أو أي مخلوق من خلق الله ويتحدث معه عن قدرة لله وإبداعه وعظمته فى هذا الخلق ويوضح مثلا كيف ينبت هذا النبات من طين و ماء و يختلف بعضه عن بعض فى الساق و الأوراق و الأزهار والثمار و الألوان و الرائحة و الطعم وهى تسقى بماء واحد ومن طين واحدة (صنع الله الذى أتقن كل شىء) (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) وهل يستطيع العلماء مع ماوصلوا إليه من علم أن يصنعوا حبة قمح مثلا فى معاملهم بحيث لو وضعوها فى الأرض ورويت بالماء أن تنبت عودا من القمح؟ إنهم لن يستطيعوا لأن سر الإنبات فى الحبة التى خلقها الله من اختصاص الله وحده، رلا يستطيع بشر أن يودعه في حبة صناعية. كما أن أهل الأرض جميعا لو اجتمعوا ليخلقوا ذبابة ما استطاعوا، فالخلق والحياة من اختصاص الله وحدد.
و هكذا بمثل هذا الحوار و تكراره و التفكرفي خلق الله سيثمر بإذن الله تنزيها وتعظيما و تقديسا لله سبحانه.
مصداقا لقول الله تعالى: (ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) فالآية تؤكد أن ثمرة التفكير تنزيه وتعظيم الله ويدفع هذا إلى تذكر اليوم الآخر وما فيه من جزاء يدفع المؤمن إق دعاء الله بأن يقيه عذاب النار. و هكذا بأستيقاظ الإيمان بالله و وحدانيته وصفات القدرة والكمال يبدأ القلب يحيا بمعرفة الله ويستيقظ من غفلته و يتهيأ لاستكمال قضية الإيمان باليوم الآخر و ما فيه من بعث وحساب جزاء وكذا التعرف على المهمة التى خلقنا الله من أجلها فى هذه الحياة الدنيا وهى عبادة الله ولا يتصور لهذا الخالق العظيم أن يخلقنا عبثآ. ولعله من المفيد توضيح قضية تكريم الله لبنى آدم بسبب النفخة من روح الله التى أهملها كثر من الناس وعاشوا جانب الطين فقط و مطالب الجسد و أن العقيدة السليمة لازمة لهذه الروح وفيها سعادة الدنيا و الآخرة.
و هكذا يستمر الحوار حول قضايا الإيمان وعندما تستيقظ هذه القضايا سيبدأ الفرد فى مراجعة نفسه ويشعر أنه لو بقى على حاله من الإهمال والتقصير والغفلة وإقباله على معصية الله و عدم طاعته فإنه سيتعرض إلى عذاب الله يوم القيامة ولا مفر ولا منقذ له. وحينئذ يسلس قياده ويسهل توجيهه إلى مايدعى إليه من التزام تعاليم الإسلام