المرحلة الرابعة: وهى توضيح المعنى الشمولى للعبادة وعدم قصره على الصلاة والصوم والزكاة والحج ولكن يشمل كل مناحى الحياة من طعام وشراب ولباس وعلم وعمل وزواج ورياضة ورعاية للأبناء إلى آخر كل هذه الأمور وذلك بتوفر شرطين وهما النية والمطابقة للشرع بأن نقصد بهذه الأمور الاستعانة بها على طاعة الله وتحقيق مراد لله فى استخلافنا فى الأرض. فنتقوى بالطعام والشراب على طاعة الله وعبادته فيتحول الأكل والشرب إلى عبادة ننال عليها ثوابأ، وكذلك نتعلم لنفيد المسلمين ودولة الإسلام فيتحول العلم إلى عبادة وننال ثوابا على كل مانبذله فيه من وقت وجهد ونعمل فى أى تخصص لنفيد المسلمين ودولة الإسلام ولنكسب المال الحلال الذى نقيم به حياتنا وضروراتنا فيتحول العمل إلى عبادة. ونتزوج لنعف أنفسنا ونقيم البيت المسلم الدعامة القوية فى بناء الدولة الإسلامية ولننجب الذرية الصالحة التى نتعهدها بالتربية على قواعد الإسلام ليعز الله بها دينه فيتحول هذا الزواج إلى عبادة و التعب فى تربية الأولاد إلى عبادة وننال على ذلك ثوابا من الله. بل ونتريض لنقوي أجسامنا لنستطيع القيام بأعباء الدعوة و الجهاد في سبيل الله فتصير الرياضة عبادة. و هكذا تصير الدنيا محرابا كبيرا نتعبد فيه الى الله بكل عمل نزاوله فيها بفضل هذه النية الصادقة لله.
و الشرط الثاني: موافقة هذه الأعمال لشرع الله سبحانه و تعالى و تعاليم الاسلام فلا نأكل الا حلالا و لا نشرب الا حلالا و لا نلبس الا حلالا و لا نزاول اي عمل من هذه الاعمال الا بما وافق الشرع حتى تكون عبادة مقبولة، اذ لا يتصور مثلا أن نأكل حراما لنتقوى به على طاعة الله.
هكذا فى هذه المرحلة ينضبط الفرد المسلم فى حياته وحركاته وسكناته مع شرع الله والتعبد إلى الله بكل هذه الأعمال بدلا من قصر مفهوم العبادة على الفرائض الأربعة المعروفة.